Droits de reproduction et de diffusion réservés

mercredi 9 avril 2008

في القنيطرة prison break


بقلم : يوسف أبوالعدل





prison breakأغلبيتنا شاهد المسلسل الهتشكوكي
michael scofieldمُعضَمُنا عايَن قوة التفكير و الملاحضة عند
جلُنا ضلَّ فمه مفتوحا لكيفية فرار معتقل من سجن لا ينام حُراسه ليل نهار
كُلنا تَمتعنا بالخطة التي طبقها بطل السلسلة للهروب من أربعة حيطان مَكْسُوَةٍ بالعشرات إن لم نقُل المئات من الحرس على أعلى مستوى

خطة ليست عند كولين باول واضع خريطة غزو العراق و أفغانستان

خطة ليست عند زاباتيرو للحد من هجرةٍ سرية أرهقته و أرهقت جل حكام أوروبا

خطة ليست عند أيمن الظواهري مخطط استراتيجية ضرب البنتاغون و البيت الأبيض في 11 سبتمبر التاريخي

خطة ليست عند مورينهو و ريكارد للفوز بالألقاب و البطولات

السلسلة الأمريكية مجرد فكرة أظهرها مخرج الفيلم للحصول على أكبر الإيرادات و العائدات و أكبر عدد من المشاهدين و الباحثين عن روح المغامرة و التشويق و قوة العقل على الجسم، قوة الضعيف على القوي، قوة المظلوم على الظالم

لكن ما حصل ليلة الإثنين 7 أبريل بالقنيطرة ليس بمسلسل أو فيلم أو شريط وثائقي بل حقيقة و قصة واقعية بطلها تسعة "مواطنين مغاربة" حكمهم يتراوح بين الإعدام و المؤبد و عشرين سنة سجناً تُهمتهم أعمال إرهابية أو التخطيط لها

لا تهمني التهم الموجهة إليهم بقدر ما تهمني الكيفية التي تم بها تنفيذ هذا السيناريو

المدة التي استغرقوها لتنفيذ مخططهم

و معرفة مهندس و مخرج هذا الفيلم الهتشكوكي

أهم ما يهمني أين كان حراس السجن طيلة هذه المدة التي يبدو أنها استغرقت أكثر من شهر على الأقل

أسئلة صعب الجواب عليها خصوصا في الظرفية الحالية و الأجهزة الأمنية المغربية في حالة تأهب قصوى إلى حين العثور على الفارين

القنيطرة و سكانها على قدم و ساق ، و حدودها مُطَّوقة برجال الشرطة و الدركي الملكي ، ضَنًّا منهم أنَّ السجناء ما يزالون داخل المدينة

حُراس السجن فَطَنوا إلى عملية الهروب الجماعي للمعتقلين بعد سِت ساعات من تنفيدها ، و تَطلبَّ إعلان الخبر الصاعقة لمختلف الأجهزة الوصية وقتا إضافيا آخر ، و تنصيب الجدار الأمني على حدود المدينة مدة زمنية أخرى

ثماني ساعات على الأقل كان الخروج من القنيطرة و الدخول لها يتطلب " فيزا " و تدقيق في أقل التفاصيل و بحث في أتفه الأشياء

ثماني ساعات بالنسبة لأُناسٍ تلاعبوا بأشخاص مِهنَتُهم الحِراسة ، و وضعوا مُخططًّا يصعُب التكهُن به للهروب من أخطر سجن في المملكة ، كافية ليس الخروج مِن القنيطرة فحسب ، بل التراب الوطني بِأكمله

ثماني ساعات كافية لِقتل الميِّت و الذهاب في جنازته

ثماني ساعات كافية كَيْ تكون في نيويورك و دبي و جوهانسبورغ

ثماني ساعات كافية لِجُلِّ المعتقلين الدين نفدوا تفجيرات الدارالبيضاء ، و خطَّطوا لتفجيرات مماثلة بمراكش و أكادير و الصويرة للتراجع لِصواب العقل و الروح و صواب العقيدة و الدين

كُلنا مسلمون إلى درجة الموت و كُلنا مغاربة حتى الجنون

كُلنا نشهد أنَّ لا إله إلاَّ الله و كُلنا نموت حُباً في محمد رسول الله

Aucun commentaire: